يقول جان جاك روسو:"لا يستطيع الانسان ان يشعر بالهناء والسعادة إلا إذا كان واثقا بنفسه.. معتمدا عليها بعد الله- ومعتزا بها".الثقة
بالنفس احدى اساسيات الشخصية السوية.. ولكن الواقع ان المرء مهما أوتي من
القوة والشباب, فلابد أنه عانى أو سيعاني يوما من اهتزاز ثقته بنفسه.. وهذا
الاضطراب لا يظهر على المستوى الشعوري, الا في الحالات الطارئة.. أما في
الحالات العادية فيبدو في صورة قلق, وخوف, أو تردد أو خجل, أو عدم شعور
بالأمن, او رغبة مرضية في التملك, أو هروب, أو حتى استغراق في احلام
اليقظة.. هذه الاعراض تظهر عند الفرد, منفردة أو مجتمعة. وهو لا يدرك على
المستوى الشعوري أساسها هو اضطراب الثقة بالنفس..أما إذا استفحلت الحالة,
فإن هذه الاعراض تشتد ويدرك المرء على المستوى الواعي أن مرجعها اهتزاز
الثقة بالنفس, الذي غدا إحساسا صريحا بالدونية والعجز, يزلزل كيان المرء
بأكمله.
ولكن مهما يكن.. يجب ان تثق بنفسك..
يجب أن تثق بنفسك
لانك مهما أوتيت من قدرات وإمكانات ومواهب, فلن تفيد منها شيئا مالم تكن واثقا من نفسك, مؤمنا بها..
يجب أن تثق بنفسك
وإلا تحولت إلى كم معطل ملقى على أحد أركان الحياة, وقد رضى بان يتلقى الفتات بينما يرقب الآخرون يتقدمون على طريق الحياة..
يجب أن تثق بنفسك
لان
الحياة ليست نزهة, وغنما هي طريق شاق تحفه الصعاب وتملؤه العقبات
والتحديات.. ولو مثلت أمامك صورة العجز والفشل من البداية, لما كان من
نصيبك غيرها..
يجب ان تثق بنفسك
لان
ثقتك بنفسك تضيف اليك سحرا قد لا تملكه.. ان هذا الشيء الغامض المسمى
"كاريزما" مصدره الثقة بالنفس.. وكم من نساء فائقات الجمال, ورجال فائقي
الوسامة, أضاعوا سحرهم لعدم ثقتهم بنفسهم.
يجب أن تثق بنفسك
وتحترمها,
حتى يثق فيك الآخرون ويحترمونك.. إن الآخرين عندما يلمسون فيك تلك الثقة,
يبحثون عن ميزاتك, ويجعلونها سببا لثقتك بنفسك.. ولو لم يعرفوا لك ميزة
لاكتفوا بثقتك في نفسك كفضيلة.. وعلى الجانب الآخر.. فهم عندما يجدونك
مهزوزا مضطربا فإنهم يبحثون عن عيوبك لينسبوا إليها اضطرابك هذا.. ولو لم
يجدوا فيك عيبا لخلقوه او اكتفوا بعدم ثقتك في نفسك ليوصموك بها.
من الطبيعي أن يكون الانسان واثقا من نفسه معتزا بها.. فما الذي لا يجعلك تثق بنفسك؟ ماهي حجتك؟
ألانك نشأت في أسرة متواضعة؟
إن شكسبير- شاعر الانجليزية الأعظم – كان أبوه جزارا وكانت أمه في عداد الأميات, لا تقرأ ولا تكتب إلا بصعوبة.
أبسبب تواضع تعليمك؟
العقاد –العبقري صاحب العبقريات- لم يحصل الا على الشهادة الابتدائية.
أبسبب اختبار اراد الله ان يمتحنك به منذ مولدك أو واجهك به وانت على طريق الحياة؟
إن
هذا الاختبار انت وحدك الذي تستطيع ان تجعل منه "عاهة" تخجل منها او
"إعاقة" تشل حياتك.. كما أنك وحدك ايضا الذي تستطيع ان تتعامل معه كصخرة
اعترضت حياتك فتسلقتها بثقة لتصل الى الجانب الآخر, وعندئذ تفخر بأنك اصبحت
ما انت عليه بالرغم منها...
أديبنا العظيم عميد الادب العربي د. طه
حسين, رغم انه فقد بصره لكنه كان يملك البصيرة وهيلن كيلر- الاديبة
المعروفة- عمياء وصماء وبكماء.
ألانك لا تتمتع بالوسامة أو الجمال بالقدر الكافي؟
يجب ان تعلم ان الجمال صفة نسبية.. وما من امرئ أوتي الشجاعة والعزم لمجرد كونه جميلا.
نابليون – الغني عن التعريف - كانقصير القامة.. والجاحظ – الاديب الفذ- كان دميم الوجه.
ألانك حاولت وحاولت وفشلت؟
وليم هارفي – مكتشف الدورة الدموية - ظل يعمل 8 سنوات قبل ان ينتشر اكتشافه, حتى اطلق عليه زملاؤه لقب: الدجال المعتوه.
ليست
لك حجة.. تقول ان السبب ليس شيئا من ذلك. وانما هو ذلك الاب دائم الاهانة
لك, او الام التي تقارنك على الدوام بغيرك, او حتى الزوج (الزوجة) دائم
اللوم والتهكم..
ولكن ماذا عنك انت؟ وهل ستسمح لهم بان يكسروك؟ هل ستسمح لهم بان يسلبوك نفسك؟
القرار قرارك.. ومن جديد ليست لديك حجة..
تعرف
وتسمع عن اشخاص لم يكن لهم غير ثقتهم بنفسهم.. ومع ذلك تفوقوا على من
يفضلونهم موهبة وخبرة.. لا لشيء سوى هذه الثقة.. لماذا لا تكون واحدا من
هؤلاء؟
لا أريدك أن تذل نفسك فتضعها دون الجميع.. ولا أريدك ان تتكبر فتضعها فوق الجميع.. فانت لست أقل من أحد.. كما أنك لست اعلى من أحد..
فالحقيقة هي اننا جميعا متساوون في العطاء كما وغن لم يكن كيفا.. وهذه هي حكمة الله العليم..
أريدك ان تعرف أنك مختلف ومميز.. إنه لم ولن يخلق من هو مثلك.. انت شخص ليس لك مثيل.
أريدك ان تعرف أن نفسك – مهما تكن – جديرة بثقتك.. فامنحها غياها.. امنحها اياها كاملة.. الآن..
أختكم mayar39 إن مرت الأيام ولم تروني... فهذه مشاركاتي فـتذكروني ..
وإن غبت ولم تجدوني... أكون وقتها بحاجه للدعاء فادعولي..