في احدى الغابات تجمعت الحيوانات لإجراء السباق السنوي المعهود بين الضفادع، و كان هذا السباق حماسياً لدرجة أن جميع حيوانات الغابة و الغابات المجاورة تجتمع لمشاهدة هذا الحدث، أما المتسابقون فهم فقط من فئة الضفادع.
و كانت المسابقة عبارة عن تسلق حائط كبير جداً، و هو سباق يختبر قوة التحمل و الإرادة للمشتركين، فليس المهم السرعة او القوة، و لكن المهم في هذا السباق من يصمد و يصل الى الهدف في نهاية السباق و هو قمة هذا الحائط الضخم.تجمعت الضفادع في أسفل الحائط الهائل، و اطلق أسد الغابة صافرة البداية، و بدأ السباق المنتظر، و لكن لأن المسابقة صعبة و الحائط كبير جداً، كان السباق يستغرق ساعات طويلة جداً.وصل المتسابقون الى منتصف المسافة و بدا عليهم التعب و الارهاق، سقط أحد المتسابقين من منتصف الحائط و وقع على رأسه و لقي مصرعه في الحال، شاهد بعض المتسابقين هذا المنظر المرعب، مما جعل بعضهم يفضل الانسحاب و عدم مواصلة السباق.أكمل المتسابقون السباق بحذر شديد، و لكن صرخات الجمهور التي كانت تطالب بعضهم بالتوقف بعد الحادث المروع جعلت فئة أخرى تنسحب من السباق، و بعد وقت قصير و بعد أن دب الخوف و الرعب في قلوب بعض المتسابقين و نتيجة صرخات الجمهور المستمرة التي تطالبهم بالتوقف توقف الجميع.و لكن هناك احد الضفادع استمر في التسلق ببطء و حذر شديدين، مما دفع بعض طيور الغابة الى التحليق عالياً و مطالبته بالتوقف و ذلك حرصاً على سلامته، و لكنه كان يبتسم لها رغم صراخها، و عندما نظر للاسفل وجد حيوانات الغابة تصرخ و تلوح له و تطالبه بالتوقف، فكان يلوح لها و استمر في السباق.و بعد فترة من الصراخ توقف الجمهور و بدا الجميع معجباً بهذا الضفدع الشجاع، الذي استمر في المخاطرة بحياته في سبيل امتاع هذا الجمهور، و كان مثالاً للقوة و الشجاعة لكل من حضر هذا السباق السنوي، حتى أن أسد الغابة بنفسه أشاد بهذا الضفدع صغير الحجم، فهذه المرة كان الحائط أعلى بعشر مرات من السباقات الناضية.أخيراً وصل هذا الضفدع الى القمة، و أخذ يلوح بالعلم الذي وضع في نهاية الحاءط معلناً عن فوزه في هذا السباق و الاختبار الضخم.و بعد أن التف الجميع حول هذا الضفدع لسؤاله عن سر تقدمه اكتشفوا أنه
""" ضفدع أصم"""
فلم يكن يسمع صراخ الآخرين ومطالبتهم له بالتوقف، و كذلك كان يعتقد بأن تلويح الجمهور له كان تشجيعاً له بالاستمرار.
في كثير من الأحيان يمدك تشجيع الآخرين بالطاقة لتستمر في التحدي و الاصرار، و أحياناً تكون أنت مصدر هذه الطاقة، لو أثبت للجميع بأنك تستطيع تحقيق ما عجز الغير عن تحقيقه. (فهل وصلت الرسالة؟)